تتمتع مصر بأكبر تعداد للطلبة من سكانها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يُقدَّر عدد الطلبة في مرحلة ما قبل التعليم الجامعي في مصر بنحو 23 مليون طالب خلال عام 2020، منهم ما يقارب 20% (4.6 مليون طالب) في منطقة القاهرة الكبرى وحدها. وتمثل شريحة الطلبة 31% من إجمالي التعداد السكاني المصري، وهي نسبة من المتوقع زيادتها على خلفية التقديرات الحالية بارتفاع معدل المواليد على المدى الطويل، والتي تشير أيضًا إلى استمرار ارتفاع الطلب على خدمات التعليم خلال الفترة المقبلة في ضوء زيادة عدد الأطفال ممن ينضمون إلى مرحلة التعليم الابتدائي سنويًا. ومن جانب آخر، واجهت البنية الأساسية للمنظومة التعليمية في مصر تحديات كبيرة لسنوات، نظرًا لعدم مواكبة الإنفاق على مؤسسات التعليم الحكومي للنمو الملحوظ في عدد الأطفال الجدد ممن يبلغون سن دخول المدارس. إلا أن الحكومة المصرية أعلنت في 2021 زيادة الإنفاق الحكومي على قطاع التعليم، حيث يحدد الدستور الحد الأدنى للإنفاق على التعليم بنسبة 4% من الناتج الإجمالي المحلي. ومن جانبها، تتوقع مؤسسة «كوليرز» لإدارة الاستثمار أن يصل بند الإنفاق الحكومي على تطوير قطاع التعليم في الموازنة العامة لعام 2020/2021 إلى 424 مليار جنيه، مقارنة بـ 73.1 مليار في موازنة 2013/2014، وهو ما يمثل معدل نمو سنوي مركب خلال 7 سنوات بنسبة 28.5%.
ويعد عام 2019 بمثابة نقطة التحول في استراتيجية مصر الخاصة بملف التعليم، حيث أعلنت الحكومة عن برنامجها التطويري الضخم "التعليم 2"، حيث شهد إطلاق العديد من المبادرات التي تستهدف رفع مستوى الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في الفصول وصولًا إلى تغيير النظرة العامة تجاه منظومة التعليم في مصر. وعلى الرغم من التحسن الملحوظ الذي شهده القطاع فيما يتعلق بإتاحة الخدمات التعليمية لشريحة أكبر من المواطنين، إلا أن العملية التعليمية لا تزال تواجه بعض التحديات، ومن بينها ارتفاع كثافة الطلاب بالفصول ونقص عدد المدرسين مقارنة بالطلبة؛ وهي التحديات التي طالما أثرت على جودة عملية التعليم ومعدل استفادة الطلاب. وفي إطار استراتيجية شركة سيرا للتعليم لتقديم خدمات تعليمية عالية الجودة، قامت الشركة بزيادة عدد المدرسين في مدارسها التابعة لتصل نسبة المدرسين إلى الطلاب 11.4 طالب لكل مدرس في مراحل التعليم ما قبل الجامعي خلال العام الدراسي 2020/2021، وذلك مقارنة بمتوسط تقديرات البنك الدولي التي تتراوح ما بين 23.7 طالب لكل مدرس في مراحل التعليم الأساسي و15.2 طالب في المدارس الثانوية في العام الدراسي 2018/2019.
جدير بالذكر أن كثافة الفصول المدرسية في مصر تتفاوت بين المدارس الحكومية والخاصة، حيث تصل الكثافة في المدارس الحكومية في بعض الأحيان إلى 50 طالبًا، مقارنة بكثافة 20-25 طالبًا في المدارس الخاصة. ونتيجة لهذه المعدلات المرتفعة، لجأت بعض المدارس، وخاصة في المناطق الحضرية، إلى العمل بدوامين صباحي ومسائي، حيث بلغت نسبة حضور الطلاب في نظام الدوامين 63% مقابل 37% من الحاضرين بنظام اليوم الدراسي الكامل. وقد أثرت هذه المصاعب على جودة التعليم الذي يحصل عليه الطالب في الفصل، ودفعت التلاميذ إلى التوجه نحو الدروس الخصوصية وبالتالي تكبد المزيد من المصروفات لسداد مقابل هذه الدروس.
وتنفرد مصر بتركيبة سكانية تتميز بارتفاع عدد الأطفال في سن المدارس، حيث أشارت أحدث الإحصاءات إلى أن شريحة الشباب دون سن الثمانية عشر عامًا تمثل حوالي 43% من إجمالي عدد السكان، من بينها 13% يمثلها الأطفال دون سن الأربع سنوات، وبالتالي ستشهد السنوات المقبلة ارتفاع الطلب بشكل ملحوظ على الخدمات التعليمية عبر جميع المراحل من رياض الأطفال وحتى مراحل التعليم ما بعد الجامعي. ويشار إلى أن عدد الطلاب المسجلين في مصر تزايد عبر السنوات الأخيرة ليصل إلى 23.3 مليون طالب في العام الدراسي 2019/2020، مقابل 19.3 مليون طالب في العام الدراسي 2014/2015، وهو ما يمثل معدل نمو سنوي مركب بنسبة 3.9%. كما تضاعف عدد طلاب المدارس الخاصة خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة 6.3% مقارنة بزيادة 3.6%% في المدارس الحكومية على الرغم من استحواذ المدارس الخاصة على 10.6% فقط من عدد الطلاب في مصر. ونظرًا لارتفاع معدل النمو السكاني في مصر بنسبة سنوية 2.5%، فمن المتوقع وصول إجمالي الطلاب المسجلين في مراحل التعليم ما قبل الجامعي إلى 34 مليون طالب بحلول 2030، لذا فإن قطاع التعليم في حاجة لتوفير أماكن لاستيعاب 11 مليون طالب جديد، من بينهم 2.1 مليون طالب في القطاع الخاص منفردًا.
العام الدراسي | عدد الطلاب (بالمليون) |
---|---|
14/15 | |
19/20 | |
2030/2029 (تقديرات) |
نوع المدرسة | عدد المدارس (بالألف) |
---|---|
المدارس الحكومية | |
المدارس الخاصة | |
المدارس المجتمعية | |
المدارس الدولية |
نوع المدرسة | معدل الالتحاق (%) |
---|---|
ما قبل المرحلة الابتدائية | |
المرحلة الابتدائية | |
المرحلة الثانوية |
نوع المدرسة | عدد الطلبة في كل فصل |
---|---|
ما قبل المرحلة الابتدائية | |
المرحلة الابتدائية | |
المرحلة الثانوية |
وقد أحرزت الحكومة المصرية تقدمًا ملموسًا خلال السنوات الثلاث الماضية على صعيد تطوير منظومة التعليم وذلك عبر إطلاق برنامج «EDU2.0» عام 2019 والذي يستهدف تكثيف الاعتماد على التكنولوجيا في العملية التعليمية. وقد ساهم انتشار فيروس (كوفيد –19) على تسريع وتيرة التحول إلى الحلول التعليمية الإلكترونية حيث تحولت المدارس إلى نظام التعليم عن بعد. وفي إطار هذه الجهود، وقعت الحكومة عقدًا مع شركة «بروميثيان» المتخصصة في إنتاج الأجهزة التكنولوجية التعليمية لتطوير 26 ألف فصل في جميع أنحاء البلاد على مدار 3 سنوات بداية من 2019، والتي من المتوقع أن تسهم في الحد من الكثافة المرتفعة للطلاب وتعزيز استفادتهم أثناء العملية التعليمية. وتعتز «سيرا» بالسرعة والكفاءة التي أبداها فريق عملها في التعامل مع مستجدات الوضع الاستثنائي الراهن، حيث نجح في نقل كافة المناهج الدراسية المقررة بجامعة بدر والمدراس التابعة إلى قنواتها على شبكة الإنترنت في غضون 72 ساعة فقط من تفعيل بروتوكول التعلُّم عن بعد، والصادر بتاريخ 15 مارس الماضي. وقد تبنت الشركة نموذجًا مختلطًا للتعلم بعد رفع القيود الاحترازية الخاصة بأزمة (كوفيد – 19). وتنفرد أطقم التدريس بالمدارس التابعة بالتقنيات والأدوات التدريبية اللازمة لتقديم وشرح المواد الدراسية عن بعد وتحقيق الأهداف التعليمية بكل احترافية وسهولة، فضلاً عن قدرتها على التواصل مع الطلاب وإدارة حضورهم ومتابعتهم لقنوات التعلم الإلكترونية. وقد أثبتت الشركة خلال الفترة الماضية ريادتها في السوق المصري من خلال تقديم أفضل الخدمات التعليمية للطلاب بمراحل التعليم الأساسي وقبل الجامعي من خلال تطبيق بروتوكول التعلم عن بعد بمعايير تضاهي أبرز المدارس الدولية في مصر، وذلك مع تزويد الفصول الدراسية الافتراضية بأحدث الأدوات والوسائل التكنولوجية، علمًا بأن طلاب تلك المرحلة تتجاوز أعدادهم 20 ألف طالب وطالبة من المقيدين بالمؤسسات التعليمية التابعة.
هذه المعطيات والتقديرات تعزز من مكانة القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية على الاستفادة من الأوضاع السوقية الراهنة، في ضوء قدرتها على تقديم الخدمات التعليمية عالية الجودة بأسعار ملائمة. كما تحظى الشركة بمكانة مرموقة في السوق من خلال علامة Futures التي تعد أكبر سلسلة مدارس تابعة للقطاع الخاص في مصر، مستفيدةً من نموذج أعمالها القائم على تقديم خدمات التعليم بأسعار ملائمة، وهو ما يؤهلها لاستيعاب الزيادة المتوقعة في الطلاب المنتقلين من مدارس الشريحة الأقل دخلًا إلى المدارس التي تخدم الشريحة المتوسطة. وعلى صعيد آخر تمتلك الشركة أربعة مدارس، وهي Mavericks وRegents وBCCIS وSIS، تقوم بتدريس أحدث المناهج الدولية للعائلات من أصحاب الدخول المتوسطة، وذلك بأسعار تقل كثيرًا مقارنة بالمدارس الدولية الأخرى التي تسعى إلى خدمة الشريحة العليا فقط من أصحاب الدخول المتوسطة، وهو ما يعزز قدرة تلك المدارس على جذب العائلات الراغبة في الخروج من دائرة المدارس الدولية باهظة التكلفة مع الحصول على نفس مستوى الخدمة. ومن المتوقع أن تتمكن الشركة من تحقيق نمو متواصل على المديين القصير والطويل، لتستكمل دورها في تحديث وتطوير المنظومة التعليمية في مصر، مستفيدة من إمكانياتها الكبيرة التي تسعى لتعزيزها من خلال مشروعها الأخير لرياض الأطفال، إضافة إلى المدارس والجامعات الجديدة، بخلاف تعزيز شراكاتها رفيعة المستوى مع كبار الشركاء الاستراتيجيين.
1تقرير مجموعة أوكسفورد للأعمال بعنوان: إصلاح منظومة التعليم في مصر.